دليلك الشامل لتعلّم برمجة تطبيقات الأندرويد
إذا كُنت من هواة البرمجة ولم تُحلّق في هذا العالم بعد فالطريق ما زال مفتوحًا أمامك، فالفضاء موجود أمامك لتختار أحد المسارات وتسلكها فورًا.
اختيار المسار بحد ذاته هو الحاجز الذي نقف عنده في الغالب، بل ويستغرق وقتًا أطول من وقت التعلّم والمُمارسة، لكن ليس هُناك أجمل من الاستفادة من التقنيات الموجودة بين أيدينا حاليًا لتطوير أدوات نستطيع الاستفادة منها.
الهواتف الذكيّة والحواسيب اللوحية التي بدأت بالظهور قبل تسعة سنوات من الآن اكتسحت العالم بأكمله، فمن الصعب إيجاد شخص لا يستخدمها بشكل يومي.
وتجاوزت التقنية فكرة الأجهزة المحمولة وأصبحت تشمل الأجهزة القابلة للارتداء مثل نظارات جوجل أو ساعات أبلالذكيّة.
التقنية تُحيط بك من كل جانب، وإذا كُنت مُترددًا حتى الآن باختيار الطريق الأمثل فدعني أُساعدك، لا شيء أفضل من تعلّم تطوير تطبيقات لهذه الأجهزة والتي تعمل بأنظمة تشغيل مُختلفة مثل أندرويد من جوجل، آي أو إس من آبل، أو ويندوز فون من مايكروسوفت، وأخيرًا بلاك بيري أو إس من بلاك بيري.
جميع أنظمة التشغيل السابقة باستثناء نظام آبل تتطلب وجود النظام مفتوح المصدر أندرويد، وهذا لم يأتي من فراغ، بل يأتي من نظام قوي جدًا بأدوات غير محدودة تجعل تجربة الاستخدام مُمتعة.
لذا دعنا نتعلم معًا الطيران في فضاء مجرّة الأندرويد الرائعة ونستعرض أهم المصادر لتعتمد عليها بخطتك لتعلم برمجة تطبيقات الأندرويد ، والتي يُمكن إيجادها في كل مُكان بدءًا من الحواسيب اللوحية، الهواتف الذكية، الساعات الذكية بالإضافة إلى النظارات وأنظمة السيارات.

ما الذي أحتاجه للبدء إذاً ؟

دليلك الشامل لتعلّم برمجة تطبيقات الأندرويد
في الحقيقة لا تحتاج لشيء فاخر أو حاسوب بمواصفات خارقة، أو حتى كل هذه الأجهزة التي ذكرناها سابقًا، أنت بحاجة فقط إلى الإرادة والعزم على التعلّم.
اختيارك لتطوير تطبيقات لنظام أندرويد يفتح أمامك بابين، الباب الأول هو البرمجة باستخدام لغة جافاJava، وهي لغة قوية وغنية عن التعريف وهي اللغة الرسمية المُعتمدة من جوجل لتطوير تطبيقات هذا النظام.
الباب الثاني أوسع ويتجاوز فكرة برمجة التطبيقات فقط، بل يُمكنك من خلاله تطوير صفحات الويب لأنه يعتمد على لغةHTML5، جافا سكريبت والقليل من الـ CSS.

الباب الأول ولا شيء أفضل من الرسمي

تُوفر جوجل بيئة تطوير تحمل اسم Android Studio وتُقدم فيها أدوات لصناعة تطبيق متوافق تماماً مع جميع الأجهزة أيًا كانت مواصفاتها، حجم شاشاتها أو نوعها، فباستخدام هذه البيئة يُمكن تطوير تطبيق يعمل على الحواسيب اللوحية، الهواتف الذكية وبقية الأجهزة التي تستخدم هذا النظام دون الحاجة إلى كتابة تطبيق موجه لكل منصّة.
في نفس الوقت تُوفر الشركة مجموعة دروس تعليمية لكيفية البدء في صناعة أول تطبيق، وإذا كُنت مُبرمجًا فلا يخفى عليك أن التطبيق الأول سيطبع لك عبارة أهلًا بالعالم “Hello World”.

وماذا بعد ؟

دليلك الشامل لتعلّم برمجة تطبيقات الأندرويد
تُقدم لك جوجل مفتاح الباب الأول فقط وتترك المجال أمامك لاستكشاف هذا العالم وحدك، وأنت من تُقرر في النهاية عدد الخطوات التي ترغب تخطيها بداخله.
بعد التعرّف على أساسيات التعامل مع بيئة أندرويد، يُنصح بالتركيز على لغة جافا أولًا، والمصادر لتعلم هذه اللغة كثيرة جدًا، من أفضلها دورة جامعة ستانفورد المجانية، يُمكن أن تتبعها بعد ذلك بموقع +TUT الذي يوفر سلسلة دروس مجانية ومدفوعة لاحتراف لغة جافا وفهم الآلية التي تعمل بها.
ولأن المصادر الرسمية هي الأفضل، يُمكن الإطلاع على دليل تعليم هذه اللغة من موقع أوراكل المُطور الرسمي للغة.
وأخيرًا وليس آخرًا موقعي The New Boston و Head First Labs حيث يوفر الأخير كتاب كامل لتعليم جافا مجانًا.

العودة إلى مجرّة أندرويد

دليلك الشامل لتعلّم برمجة تطبيقات الأندرويد
بعد أن تتعرف بشكل كامل على لغة الجافا وبيئة أندرويد التطويرية أنت مؤهل الآن تقريبًا للتحليق عاليًا في سماء أندرويد، وأنت بحاجة إلى التعرّف أكثر على المكتبات الموجودة التي تسمح لك التعامل مع مكونات الجهاز بشكل كامل.
بفضل هذه المكتبات يُمكنك وبكتابة سطرين فقط تشغيل الكاميرا بعد الضغط على الزر الذي وضعته داخل تطبيقك، نعم الأمور بهذه البساطة.
موقع coursera يُقدم دورة مجانية لتعليم التعامل مع مكتبات أندرويد وصناعة تطبيقات مُعقدة تقوم بتخزين البيانات داخل قواعد البيانات.
موقع SlideRule يُوفر أيضًا هذا النوع من الدروس مجانًا، فالدورة التي يُقدمها تمتد على فترة 50 ساعة تتعلم من خلالها الكثير مع وجود اختبارات لحل بعض الأسئلة التي تسمح لك بتطوير مهاراتك.
أخيرًا كتاب أندرويد ببساطة من الكُتب المُميّزة، فهو مكتوب باللغة العربية وبأسلوب مُمتع لكن مضى على صدوره ما يُقارب الأربعة أعوام، لذا فالمعلومات الموجودة بداخله قديمة، لكنه كفيل بشرح آلية صناعة التطبيقات والهيكل العام لأي تطبيق داخل متجر جوجل بلاي.
متجر أمازون مليء بالكتب أيضًا، حيث يُمكنك شراء كتب لتعليم برمجة تطبيقات أندرويد بمبلغ لا يزيد عن 30 دولار أميركي، وما يُميّز هذه الكتب أنه يتم تحديثها باستمرار وبالتالي تُغطي دائمًا أحدث التقنيات البرمجية التي تطرحها جوجل.
وإذا كُنت ترغب بالوصول إلى دورات مدفوعة بأسعار معقولة على الإنترنت فليس هُناك أفضل من أكاديميةudemy أوvogella.
حقيقةً مصادر تعليم أندرويد لا تنتهي، ويُمكن البحث في يوتيوب وجوجل للوصول إلى مصدر جديد كل يوم، لكن المصادر السابقة تتميّز بوجود خطة دراسية كاملة تُغطي مُعظم أدوات أندرويد، ولن يجد المُستخدم نفسه بانتظار الدرس التالي دون أن يأتي.

هل أنت فضولي؟ يمكنك التعلم بهذه الطريقة

دائمًا ما يدفعني فضولي لسؤال مُهم، كيف يعمل التطبيق الفُلاني ؟ أو ما هي الخطوات التي من خلالها يُمكنني إنشاء مثل هذا التطبيق ؟
بعد التعرّف على جميع المكتبات وطريقة التعامل معها قد تقف حائرًا حول الطريقة الأمثل لتوظفها داخل تطبيقك، وهنا يأتي دور Codota الذي يوفر الشيفرة المصدرية لأكثر من 7 ملايين تطبيق أندرويد.
ما يُميّز هذ الموقع هو إمكانية استعراض التطبيقات على حسب المكتبات التي تستخدمها، وبالتالي إذا رغبت في معرفة التوظيف الحقيقي لمكتبة التعامل قواعد البيانات يُمكنك بكل سهولة التوجه إلى قسم SQLite Database وقراءة الشيفرة البرمجية لبعض التطبيقات الموجودة فعلًا داخل متجر جوجل بلاي.
إن كُنت تعتقد أن القطار قد فاتك فأنت مُخطئ، فـ جان كوم أسس واتس اب بعمر الـ 35 مثله مثل تيم ويستيرغين الذي أسس باندورا بنفس العمر وجيمي ويلز ُمؤسس ويكيبيديا.
روبرت نويس أسس إنتل بعمر الـ 41، هارلاند سانديرس مؤسس سلسلة مطاعم KFC أقدم على هذ الخطوة بعمر الـ 65، وجون بيمبيرتون أسس كوكا كولا بعدما وصل إلى الـ 55 من عمره.
لم يمض الوقت، فلم لا تبدأ بالتعلم وتطوير مهنة من أكثر المهن التقنية طلباً الآن