بحث باسم الموضوع المطلوب

Tencent الشركة التي استفادت من حجب التطبيقات في الصين لبناء امبراطوريّتها الخاصّة


تنتهج الصين سياسة صارمة عند الحديث عن تطبيقات الهواتف الذكية وعن الخدمات الإلكترونية، فالوصول لشبكات مثل فيسبوك أو انستغرام، أو لتطبيقات مثل سناب شات أو واتس آب غير مُمكن، وهذا بسبب رغبة الجهات المُشرّعة في الحصول على صلاحيات وبيانات كاملة لنشاط المُستخدمين هناك، وهو أمر يرفضه القائمون على تلك التطبيقات.
لكن هذا الأمر فسح المجال أمام شركة Tencent لإحكام سيطرتها المُطلقة على السوق التقني في تلك البقعة الجغرافية، فهي تلعب دور شركات مثل فيسبوك وسناب شات وتويتر من خلال مجموعة من الخدمات الموجودة ضمن QQ و”وي تشات” WeChat، تطبيقات التواصل الاجتماعي من تلك الشركة.
تأسّست Tencent في 1998 وأطلقت تطبيق QQ للمحادثات الفورية على الحواسب بعدها بعام واحد تقريبًا، وهذا في ظل الاستخدام الكبير لتطبيق مسنجر من “إم إس إن” في ذلك الوقت. واستمرّ العمل على تطوير التطبيق حتى يومنا الحالي، ليصل عدد مُستخدميه النشطين شهريًا إلى 860 مليون. كما ذكرت الشركة أن عدد المُستخدمين في ذات الوقت وصل لـ 266 مليون مُستخدم.
توسّعت الشركة فيما بعد خارج نطاق المحادثات الفورية مع بزوغ عصر الشبكات الاجتماعية مُطلقة في 2005 شبكة QZone التي تسمح للمُستخدمين مشاركة الحالة، والصور ومقاطع الفيديو، بالإضافة إلى البث المُباشر، وكتابة التدوينات، لتُصبح الأكبر على مستوى الصين في هذا المجال.
ذلك النجاح لا يُقارن بتطبيق الشركة الآخر، “وي تشات” الذي ولد في 2011، التطبيق الذي يملك الآن أكثر من 938 مليون مستخدم نشط شهريًا، والذي تحوّل من كونه تطبيق للمحادثات الفورية إلى منصّة كاملة وشبكة اجتماعية تسمح بكتابة التدوينات، وتحويل الأموال، وحجز بطاقات الطيران، وغيرها الكثير من الخدمات الإلكترونية، وكأنه نافذة الشعب للخدمات الإلكترونية.
وإضافة لما سبق، تمتلك الشركة ثلاث خدمات للدفع الإلكتروني هي TenPay، وQQPay، دون نسيان WeChat Pay. وبحسب التقارير، دفع المُستخدمون في الصين 5.5 تريليون دولار أمريكي عبر تلك الخدمات في 2016، أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية بمعدّل 50 مرّة. Tencent لم تكتفي بالسابق، فهي تستثمر في مجالات عديدة منها الذكاء الصنعي، وتقنيات التعرّف على الوجه، إضافة لتقنيات القيادة الذاتية، وهي أحد المُستثمرين في تيسلا.
ويقضي مُستخدمو “وي تشات” حوالي أربع ساعات يوميًا في استخدام التطبيق، بينما يقضي مُستخدمو فيسبوك 22 دقيقة تقريبًا، الشبكة التي تجني 17.4 مليار دولار، في وقت تجني فيه الشركة الصينية 15.7 مليار دولار، وهي الشركة الأكبر على مستوى الألعاب الإلكترونية على مستوى العالم بالمناسبة.
تلك الأرقام سمحت للعملاق الصيني في الوصول لقائمة مجلّة Forbes لأكثر الشركات ابتكارًا على مستوى العالم مُحتلّة المركز 24. كما حصل رئيسها التنفيدي، وأحد مؤسّسيها، على لقب الأكثر ثراءً على مستوى شرق آسيا بثروة تصل إلى 37 مليار دولار أمريكي.